الموقع الأثري رابيدوم

لمحة مختصرة حول الموقع الاثري الروماني "رابيدوم"
الموقع الأثري رابيدوم يكتنز أثارا رومانية بالغة الأهمية، والتي بنيت يوما ما على أراضي صنهاجية حملت وعلى غير العادة أسماء لاتينية أشهرها، رابيدوم، رابيدا كاسترا، رابيدنسيس، سور جواب، ماسكوري، جواب...، لكل اسم في ذلك دلالة و ظروف وحالة.
في بداية الأمر كان اهتمام الرومان بالمناطق الساحلية، ثم مالت عيناهم تدريجيا لدواعي أمنية وكذلك اقتصادية إلى أقاليم داخلية والسيطرة على مواقع جديدة استراتيجية، مكان جواب حاليا إحدى هذه الأماكن، حيث انه ومنذ زمن الإمبراطور ادريانوس الذي حكم ما بين 117 و 138م اتخذ قرار بتشييد معسكر روماني مكون من جيش ساردي يعرف باللغة اللاتينية Cohors Secunda Sardorum، كان هذا سنة 122م على خط حدودي دفاعي يعرف بخط الليمس الادرياني الذي كان يربط الشرق بالغرب، من سفاقس (Syfax) إلى طنجة مرورا بكل من اوزيا (سور الغزلان)، رابيدوم (جواب)، تانارميزا كاسترا (البرواقية) وسيفنسار(عمورة).
اختيارهم لهذا المكان لم يكن من محض الصدفة وإنما كان مبنيا على أسس عسكرية ودواعي اقتصادية، أهمها سهولة بلوغ الحامية وتأمينها من كل جوانبها، وفرة المياه وخصوبة الأراضي بها، وحتى المعسكر روعيت فيه مبادئ عمرانية رومانية ورثوها بدورهم عن الحضارة اليونانية، كالتعامد، تسلسل الفضاءات والتحصين.
هذا المعسكر تطور بطريقة متسارعة وأصبح مدينة بكل مقوماتها، شكلت حوله ثلاث أحياء، لكل حي سور يحيط به والتواصل والاتصال فيما بينهم كان عبر العديد من الأبواب التي لا تزال الآثار شاهدة عنها.
أهم مراحلها هي ذروة نموها ما بين 167 و250م حيث بلغ عدد سكانها حسب المؤرخين 8000 ساكن هم مزيج من الرومان والسكان الأصليين، هجرت تماما ما بين 270 و 275م بسبب حروب نشبت بالمنطقة رافضة الوجود الروماني على أرضها مع أنها شهدت بداية من سنة 300 رجوع تدريجيا إلا انه ليس بالأهمية التي كانت عليها.
لكشف أسرار هذه المدينة والتعرف على أحوالها والأهوال التي تعرضت إليها 19 حفرية أجريت بها أهمها التي قام بها، Stéphane Gsell سنة 1904، Louis Charrier ما بين 1908 و 1917،  M. Séguy Villevaleix  مابين 1927 و 1933، أخر حفرية كانت بتاريخ 1953 من طرف Marcel Le Glay
درسها العديد من المؤرخين والباحثين الأثريين أولهم كان A. Berbrugger  سنة 1850 و 1855 ، Chabassière أول من وضع لها مخططا سنة 1869، كما كتب حولها Jean Pierre Laporte،   كتاب بعنوان RAPIDUM, Le camp de la cohoorte des Sardes en Maurétanie Césarienne  وكذلك الباحثة  الأثرية الجزائرية نصيرة بن صديق وعيرهم كثير.
اليوم الموقع الأثري رابيدوم قبلة للزائرين والمهتمين ويمكن أن يصبح احد الدعائم والعوامل الدافعة لعجلة التنمية ببلدية جواب إن أحسنا استغلاله وعرفنا قيمته وفتحنا المجال أكثر للباحثين والجامعيين المختصين للكشف عن أسراره لان الجزء الكبير من هذه المدينة ما زال مطمورا والحفريات التي أجريت لم تمس إلا القليل مما يكتنزه هذا الموقع، وجزء أخر دمر وسرق زمن الاستعمار
الفرنسي كان هذا عن قصد لمن يعتبر
البطاقة الفنية: المعلم الجنائزي الضاهر للعيان بالمقبرة الرومانية لرابيدوم: هي جزء من الموقع الاثري رابيدوم، وهي عبارة عن بقايا اثرية لاحدى الثلاث مقابر التي كانت تحتويها مدينة رابيدوم، وهي المتواجدة بالجهة الغربية، هي اليوم مدمجة ضمن الموقع المحمي ومحددة بسياج.