تعتبر منارة برج لفنار أو منارة بن غوث كما يسميها البعض من المعالم التاريخية التي تزخر بها ولاية بومرداس عامة و بلدية دلس بصفة خاصة. تقع منارة برج لفنار ببلدية دلس و هي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 02 كيلومتر غربا و تبعد حوالي 01 كيلومتر عن الحدود الغربية للقطاع المحفوظ لمدينة دلس العتيقة، شيدت المنارة في الفترة الإستعمارية الفرنسية سنة 1881 م من أجل الإشارة البحرية نظرا لأهمية ميناء مدينة دلس الإستراتيجي و الذي يعد مقصدا تجاريا هاما ، حيث تم اختيار موقعها من قبل السيد       بن غوث و هو شخصية فرنسية تم تكليفه من قبل السلطات الإستعمارية الفرنسية لاختيار الموقع المناسب لإنشاء منارة للإشارة البحرية، فبعد تجاربه التي خاضها بين الرؤوس و الملاجئ البحرية بالمنطقة التي تتوزع بين منطقة ساحل بوبراك غرب مدينة دلس و رأس سيدي سليمان شرق المدينة وقع اختياره على الرأس الكائن بحي البساتين غرب مركز المدينة العتيقة و المحاذي لشاطئ لاكيواز  و ذلك بعد تجربة إطلاق المشاعل ليلا من هذه الرؤوس (رأس ساحل بوبراك، رأس البساتين و رأس سيدي سليمان) استطاع من خلالها أن يتوصل إلى أن رأس البساتين المحاذي لشاطيء لاكيواز يمثل الرأس الأكثر بروزا و امتدادا نحو البحر فاختير هذا الموقع لإنشاء المنارة و خلالها تم نزع ملكية هذه القطعة الأرضية من مالكيها من أجل المنفعة العامة و ذلك بقرار صادر عن الإدارة الفرنسية سنة 1873 و هي السنة التي انطلقت أشغال إنشاء المنارة و التي انتهت أشغالها سنة 1881  و أطلق عليها آنذاك باسم منارة بن غوث.

- الخصائص المعمارية:

     أنشئت منارة برج لفنار على الطراز المعماري الإسلامي تقليدا للمآذن المغربية الأندلسية و ذلك بشكلها المربع  ذو طابقين (البدن و الجوسق) و يعود هذا التقليد إلى موجة الإقتباس من العمارة الإسلامية بعد سقوط غرناطة سنة 1492 م و قيام الإمبراطورية الإسبانية و استيلاءها على الإرث الثقافي الأندلسي، خصوصا في مجال العمارة، و راحت تقتبس من بهاءها و جمالياتها و انطلقت منذ ذلك سلاسل الأبراج     و المنارات الأوروبية تأخذ نمطا معماريا إسلاميا على الطريقة المغربية الإسلامية ثم العثمانية فيما بعد بأشكالها الثمانية الأضلاع أو القلمية الملساء.