ميلة القديمة
لقد عرفت مدينة ميلة استقرارا بشريا مبكرا يعود الى عصور ما قبل التاريخ فالعصر الحجري الحديث ، الحضارة الايبرومغربية كما كان يطلق عليها في الفترة النوميدية مملكة الحبوب و الألبان و كانت ميلة تابعة اداريا و سياسيا لمملكة الماسيسيل و التي عاصمتها سيرتا .
احتل الرومان المدينة سنة 112 ق م اهتموا بتخطيط المدينة و تعميرها كبناء الأسواق و المعابد و الحمامات و العيون فجلبوا إليها المياه من المناطق المجاورة و أنشأوا الدور و القصور و الأبراج و الأسوار و شيدوا شبكة الطرق داخل المدينة و خارجها و ربطها بالمدن المجاورة : سيرتا ،كويكول ، سيتيفيس و كانت مستعمرة من المستعمرات السيرتية الأربعة و يقول المؤرخ و الرحالة الروماني بوليبيوس : "كانت ميلاف في أول الأمر قلاعا حربية للدفاع عن سيرتا ثم أخذت في التوسع الى أن أصبحت في عهد تراجات شبيهة بسيرتا ".
ميلة في العهد الوندالي :
بعد الانحطاط الذي عرفته الإمبراطورية الرومانية وانشقاقاتها زحف الوندال سنة 445م على بلاد المغرب والإقليم الشرقي قرابة قرن من الزمن على يد القائد الوندالي بيليزار الذي جعلها مركز مراقبة لباقي الأقاليم.
ميلة في العهد البيزنطي:
لقد استولى البيزنطيون على المدينة سنة 539 – 540 وأعادوا بناء أسوارها التي هدمها الونداليون بتحصين أنفسهم من هجمات القبائل حيث أقام القائد سولومون من بناء سور يحيط بالمدينة ولقد عمل البزنيطيون على إرهاق السكان وإضطهادهم مما جعل السكان ينتفضون ضد الوجود البيزنطي في المدن والقلاع والحصون والمزارع غير ان هذه الثوارات لم تتمكن من ازالة الإحتلال البيزنطي الى غاية الفتح الإسلامي.
ميلة في العهد الإسلامي:
كان دخول مدينة ميلة إلى حظيرة العروبة والإسلام على يد القائد الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار 55 /62 ه 685/671 - م الذي تقلد ولاية المغرب وقيادة الجيش سنة 59 هـ /679 م وحول إليها إقامته وصارت عاصمة ولاية المغرب مدة سنتين ،فأصبحت ميلة مركز لنشر الدين الإسلامي ، حيث شيدت بها دار الإمارة و مسجد للمسلمين الذي يعرف بمسجد سيدي غانم، والذي يعد أول مسجد بني في الجزائر كما كان لميلة دور لايقل أهمية في عهد الولاة حيث كانت مقرا إداريا عسكريا له أهميته ملحقا بالقيروان مباشرة وفي آخر عصر الولاة وأثناء حكم الأغالبة أصبحت ميلة تدور في فلك طبنة عاصمة الزاب في التنظيم الإداري الجديد الذي أحدثته الإدارة العباسية بإفريقيا.
ميلة في العهد العثماني:
بعد اعلان الجزائر تبعيتها للخلافة العثمانية سنة 1516 شهدت تغيرات إدارية حيث أصبحت ميلة تابعة لبايلك الشرق و تخضع لسلطة داي قسنطينة و تذكر المصادر أنها كانت تلعب دورا اقتصاديا هاما فيها مخزن الداي و قد عمل العثمانيون على اصلاح مبانيها و مساجدها كالرحمانية و القصبة و الأسوار و القلاع و تجديد مجاري و سدود المياه و تتميز عمرانها في هذا العهد بجمعه بين الطابع العربي الاسلامي و الطابع التركي .
ميلة ابان الاحتلال الفرنسي :
سقطت ميلة في يد الاستعمار الفرنسي سنة 1837 الى غاية سنة 1962 حيث لا يزال الكثير من المعالم تشهد ببشاعة هذا المستدمر من مراكز التعذيب و سجون و غيرها .
اصل التسمية: أما عن أصل التسمية فقد اختلفت الآراء و التأويلات بشأنها ، و لكن اتفق بعض الباحثين غلى أن أصلها أمزيغي
- ميلاف (MILEV) : و هي كلمة بونيقية تتكون من جزأين:MIL ألف الينبوع أو الماء ، (EV) و هذه الكلمة تعني الألف ساقية أو الأرض المسقية .
- ميلو(MILO): تعني الظل في اللغة الأمزيغية .
- ميديوس (MEDIUS) : تعني المنطقة الوسطى ، و هي مشتقة من موقعها الجغرافي ، حيث تتوسط أهم المدن القديمة ( سيرتا ، روسيكادا ، أجيجيلي ، ستيفيس) .
- ميلاح (MILAH) : أطلق عليها هذا الاسم من طرف العرب الفاتحين و هو تحريف للاسم الروماني ميلاف MILEV أو تعريبا له ، و ذلك لتسهيل نطقها .
- ميلة (MILA) : أطلق عليها في فترة الاستعمار الفرنسي اختصارا لنطقها.
أهم المعالم الأثرية الموجودة داخل ميلة القديمة :
- السور البيزنطي : بني هذا السور من طرف القائد سولومون( 539-540م) في عهد الإمبراطور جستينيانوس، بلغ طوله 1200 متر وتجاوز عرضه 2.5م أما إرتفاعه فقد بلغ في أقصاه 7م.
دعم السور ب 14 برجا للمراقبة، اثنان عند المدخل الرئيسي و البقية بنيت كنبرات وسط الجدران.
كما احتوى السور على أربعة أبواب باب الريوس في الجهة الشرقية، باب الحديد في الجهة الجنوبية و
باب البلد في الجهة الشمالية و هو المدخل الرئيس للمدينة و في الجهة الغربية باب الجامع .
- مسجد سيدي غانم : يقع المسجد في الجهة الشرقية لمدينة ميلة القديمة ، و يعرف هذا المكان اليوم بالثكنة . قام يتأسيس مسجد سيدي غانم القائد أبو المهاجر دينار المصري الأصل أثناء إقامته بمدينة ميلة (59هـ ، 679م ) .
- الزاوية الرحمانية : تأسست الزاوية سنة 1208ه الموافق 1806م من طرف الحاج محمد بن قادة و سميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسس الطريقة الرحمانية محمد بن عبد الرحمان الأزهري .
- الزاوية الحنصالية : تقع في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة ميلة، تبعد عن باب البلد بحوالي 100 م ،أجزاء الزاوية الداخلية مستحدثة .
- زاوية سيدي عزوز : من خلال لوحة رخامية مستطيلة الشكل داخل قاعة الصلاة تبين أن الزاوية تم بناؤها سنة 1015ه الموافق 1591م و تضم حاليا ضريحا يحمل اسمها.
- العين الرومانية عين البلد : ، يرجع تاريخ بنائها إلى القرن الأول للميلاد ، وقد ذكرها البكري في وصفه للمدينة باسم عين أبي السباع وأنها تنبع من جبل يدعى " مارشو".
- ضريح ثلاث صيودة : يقع الضريح في الجهة الجنوبية للمدينة مقابل باب الحديد يضم الضريح ثلاثة توابيت لكل من :سعيد بن أحمد بن رجم ،الولي الصالح محمد بن أبي العدل أما التابوت الثالث يخلو شاهدي الرأس و القدمين من أي كتابة .
- ضريح سيدي سعدون :
- فندق الفرجون : يجهل تاريخ بناء الفندق و مؤسسه ،إلا أن فترة بنائه قديمة إذ يذكر في كتاب إفتتاح الدعوة للقاضي النعمان أن أبو عبيد الله الشيعي قد نزل به عندما قصد عين الحامية للتداوي بمائها ، سمي بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسه فرجون وهو من سكان مدينة ميلة .
- الوكالة التجارية : تعد واحدة من المؤسسات التجارية التي ظهرت مؤخرا في المدينة كانت في بدايتها دارا للقاضي و لكن نظرا لشهرة المدينة منذ القدم و حتى الفترات الاسلامية بالجانب الفلاحي و فندقها المشهور مما ساعد على جلب العديد من التجار و القوافل التجارية ،ظهرت في العهد العثماني .
- تمثال ملو : تمثال كبير من الرخام الأبيض كتلة واحدة .اختلفت الآراء حول هوية التمثال فتعددت الأقوال والنظريات ولكن الاعتقاد السائد حول أن التمثال يعود إلى آلهة وثنية محلية .
- القطــاع المحفـوظ لميلــة الـقـديـمـة:
أنشىء القطاع المحفوظ لميلة القديمة بموجب المرسوم التنفيذي رقم404 - 09 المؤرخ في12 نوفمبر سنة 2009 .
حدود القطــاع المحفــوظ :
تقدر مساحة القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لميلة بـ38 هكتارا و 165 آرا و675 سنتيارا حدوده:
- الشمال : وادي بوخنزير والممر الرابط بين عين كشكين وسيدي صغير وسياج مدرسة حاسيني
- الجنوب : حدود أراضي ورثة كاهية وبن زرمط وبن ديب لقريوي
- الشرق : وادي بوخنزير و الممر الرابط بين ميلة العتيقة ومشتة خلفاوي
- الغرب : وادي الصياح والممر الرابط بين سيدي بويحيى وميلة العتيقة وحي سيدي علي العواد.
مواقع قريبة من: "ميلة القديمة"
(0.13 km)
مسجد سيدي غانم ( أبو المهاجر دينار )43- ميلة
(0.15 km)
تمثال ملو43- ميلة
(0.17 km)
العين الرومانية "عين البلد"43- ميلة
(0.18 km)
السور البيزنطي43- ميلة
(0.52 km)
المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ' امبارك بن صالح '43- ميلة
(1.64 km)
دار الثقافة مبارك الميلي43- ميلة
(16.01 km)
عين تامدة43- ميلة
(17.56 km)
الموقع الأثري لمشتة البعالة43- ميلة
(18.85 km)
الموقع الأثري تيديس25- قسنطينة
(19.33 km)
ضريح لوليوس أربيكيوس25- قسنطينة