مدينة رسقونيا العتيقة
عرفت مدينة رسقونيا نزول البحارة الفينيقيين في حوالي القرن السادس قبل الميلاد حيث قاموا باستغلالها كملجأ لسفنهم وأسسوا بالمنطقة رصيف على شكل ميناء للتبادل التجاري.
أثناء الاحتلال الروماني أصبحت المدينة مقاطعة رومانية في فترة حكم الإمبراطور أغسطس ” Auguste" و حسب الباحث بلين "Pline“،أنه في القرن الثالث قبل الميلاد تم تشييد مدينة رومانية أشرف عليها الإمبراطور كلوديوس" Claudius" بحق المواطنة الرومانية بعدها توسعت المدينة و عرفت ازدهارا كبيرا باتصالها بمدن أخرى بواسطة طرقات تمر على واد الحميز إلى مدينتي إكوزيوم و تيبازة.
في القرن الثاني للميلاد هددت المجاعة سكانها مرتين و أحرقت بسبب الصراعات الداخلية وفي القرن الخامس للميلاد تعرضت المدينة كباقي المدن الرومانية للهدم من طرف الوندال فاستقر بين جدرانها المخربة السكان الأصليين.
أعاد البيزنطيون بناءها في منتصف القرن السادس للميلاد و شيدوا موقع الحامية كمقر الأسقف في بداية القرن السابع.
حسب الباحث قزيل (Gsell) في كتابه الأطلس الأركيولوجي للجزائر يؤكد أنه منذ القرن الأول ميلادي إلى غاية الفترة البيزانطية توسعت المدينة باستمرار.
في سنة 1541 م لجأ شارل لوكا إلى هذه المنطقة بعد تعرض أسطوله البحري إلى هزيمة شنعاء و بقدوم العثمانيين في سنة 1660 شيدوا برج تامنتفوست و ذلك باستعمال بقايا أثار المدينة الرومانية. أما في الفترة الاستعمارية تم استغلال المنطقة لغاية فلاحيه على الشريط الساحلي و بحرية للصيد كما شيدت كنيسة مسيحية بما تبقى من أثار المدينة الرومانية و استعملت بعض بقايا الحمامات التي شيدها الرومان في بناء فيلات على طول الشريط الساحلي.
صنفت كتراث وطني في 2012م
البقايا الأثرية لموقع تامنفوست (رسقونيا العتيقة)
خزانات الماء:
توجد بقايا خزانات الماء على يسار الطريق المتوجه من قرية تامنتفوست نحو بلدية عين طاية ، هذه البقايا متمثلة في قوسان متماثلان يشهدان على تزويد المنطقة بالماء بواسطة قنطرة متصلة مباشرة بهما تعود إلى الفترة الرومانية،
تبلغ مساحة هذه الخزانات 30 م2.
استغل المعلم في الفترة الاستعمارية كحوض لتخزين الماء.
الحمامات الجنوبية الشرقية
تم اكتشاف في حفريات 1962 م بالجهة الجنوبية الشرقية للمدينة الرومانية القديمة"رسقونيا العتيقة " على بقايا لحمامات ، جزء منها مغمور تحت بنايات تشكل حدود المعلم من الغرب و الجزء الآخر اختفى بعد انهيار المنحدر الصخري ولم يبقى سوى المساحات الداخلية لهذه الحمامات .
تشهد بقايا الجدران على طريقة البناء بالحجارة الكبيرة تتوسطها طبقات من الأجر الأحمر.
يمكن تميز مخطط هذه الحمامات التي تتكون من قاعة خلع الثياب لتواجدها مباشرة بعد المدخل، القاعات الباردة، القاعات ساخنة و الأفران .
أما في الجهة الشرقية من القاعات الباردة يوجد حوض مغلق مزود بقنوات جلب الماء.
الحمامات الجنوبية الغربية
توجد بقايا هذه الحمامات داخل ملكية خاصة" Villa Salvador " وهي في حالة متدهورة بسب العوامل الطبيعية.
فسيفساء حنية البازيليكا
إن التنقيبات التي أجريت في سنة 1900من طرف الباحث شردو في الجزء الشمالي من المدينة أسفرت إلى اكتشاف بقايا بازيليكا مسيحية و فسيفساء تعود إلى أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس ميلادي.
اتخذ هذا المبنى شكلا مستطيلا طوله 36 م و عرضه 20 م ، محوره موجه من الغرب إلى الشرق و ينتهي بحنية نصف دائرية، قسمت هذه الكنيسة في بداية تأسيسها إلى ثلاثة أجنحة ثم دمرت في القرن الرابع و أعيد بنائها في العهد البيزنطي إذ قسمت العمارة إلى خمسة أجنحة منفصلة بأعمدة ذات تيجان جلبت من مباني قديمة .
بعد ذلك تعرضت الكنيسة للحرق حيث تهدمت نهائيا ، و في الفترة الاستعمارية بنيت على هذا الموقع فيلا غطت أرضية مستودعها ما تبقى من الفسيفساء التي كانت تزينها ولم يبقى من البازيلكا سوى الحنية التي تظهر على مدخل مركز أمن تامنتفوست.
برج تامنتفوست (العثماني)
تعددت الآراء حول تاريخ بناء البرج فحسب الباحث هنري كلاين، بني سنة 1661 م من طرف رمضان أغا بأمر من الباشا إسماعيل، و أعيد تحصينه في سنة 1685 م من طرف الداي حسين موزومورطو بعد تأثره بقنبلة أثناء حملة دوكاسن 1683 م.
و يذكر الباحث بوتان أنه بني سنة 1685 م ويعتبره من بين العناصر الهامة التي ساهمت في الدفاع عن المدينة.
أما بالنسبة للباحث جورج مارسي، فيرجع تاريخ بناء البرج إلى سنة 1722 م استنادا إلى كتابة تعود إلى الفترة العثمانية.
شهد هذا البرج حادثة تاريخية مهمة حيث انعقد فيه اجتماع رؤساء القبائل في 23 جويلية 1830 لتحديد قرار مقاومة الاستعمار الفرنسي.
يحيط بالبرج خندق مجهزا بجسر من الخشب طوله خمسة أمتار و عرضه متر و نصف يسمح بالدخول إلى السقيفة من بابه الوحيد.
من السقيفة ندخل إلى الفناء المكشوف ذو الشكل الثماني والذي يحيط به صف من الأعمدة تحمل كلها عقودا منكسرة باستثناء عقد مدخل الفناء التي لها شكل نصف دائري، يتكون البرج من غرف خاصة بالجنود و مرافق من أهمها المطبخ، المصلى، السجن، الحمام و مخزن للأسلحة.
نصل إلى السطح بواسطة سلم يتكون من 17 درجة مختلفة المقاسات، توجد بالسطح فتحات صغيرة و كبيرة للمراقبة و الدفاع كما يحتوي على نظام تجمع مياه الأمطار عبر قنوات لتخزن في الخزان الموجود في وسط الفناء .
صنفت كتراث وطني في 1967م و أصبح متحف مفتوح للزوار منذ سنة 1999 م.
الكنيسة
توجد هذه الكنيسة بالحي العسكري لتامنتفوست ببلدية المرسى حيث تعتبر من أهم المعالم الدينية التي تعود إلى الفترة الاستعمارية في المنطقة و على المستوى الوطني ، تم تشييدها بواسطة إعادة استعمال بقايا المدينة الرومانية
"رسقونيا العتيقة "
مواقع قريبة من: "مدينة رسقونيا العتيقة"
(4.15 km)
برج اسطنبول16- الجزائر
(9.65 km)
المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ”مختار زرهوني“16- الجزائر
(15.65 km)
جامع الكبير Djamâa El Kebir16- الجزائر
(15.65 km)
قصر الثقافة مفدي زكريا16- الجزائر
(15.78 km)
المتحف الوطني للفنون و التقاليد الشعبية16- الجزائر
(15.82 km)
جامع علي بتشين16- الجزائر
(15.89 km)
الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوضة16- الجزائر
(15.93 km)
المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط16- الجزائر
(15.94 km)
جامع كتشاوة16- الجزائر