حصن بنت الخص

(بنت الخص) بين الحقيقة التاريخية والأسطورة الشعبية.
مقدمة :
تؤكد مجمل الروايات في موضوع بنت الخص ، وجود شخصيتين مختلفتين تحملان نفس الإسم ، وبينهما فرق زمني شاسع ، وهما بنت الخص الإيادية ،التي نصادف آثارها في المشرق ، وبنت الخص الهلالية التي نصادف آثارها بالجنوب الغربي الجزائري ومنطقة بسكرة ، وهوموضوع سنتطرق إليه و المقتبس من مجلة فصول ثقافية التي تصدر عن دار الثقافة محمد بلخير البيض ، بقلم بوزيد عبد العزيز.
بنت الخص الهلالية :
في شمال إفريقيا ، وعلى وجه التحديد في منطقة الجنوب الغربي الجزائري ، إلى منطقة الزيبان فإن الرواية الشعبية لم تحتفظ إلا باسم (بنت الخص) ، واسمها ـ مباركة ـ وهي أميرة هلالية من بني عامر ، كان أبوها أميراً شهماً ، مطاعاً ، ذو شأن عظيم بين أوساط قبيلته ، وقد كانت ابنته ملازمة له في حياته منذ نعومة أظافرها ، حيث تعلمت منه الكثير من أمور الحياة ، وعند بلوغه الكبر ، سلم مقاليد إمارته لابنته ، وبالرغم من طبيعة القبائل العربية البدوية التي تقوم على سيادة الرجل (وراثية الذكور) فإن حالة الإستثناء ، هاته ، توحي بما كانت الأميرة تحظى به من احترام واهتمام كبير من طرف أفراد قبيلتها ، لفطانتها الخارقة وعلمها بأمور الحياة ، حيث تركت تراثا عظيما ، لا يزال يتذاكره الأحفاد ، ويرويه الأجداد على مر الزمن ، جيلاً بعد جيل.
تحديد الزمان والمكان :
تروي الحكايات الشعبية في غالبيتها ، أن مباركة بنت الخص ، تكون قد عاشت مابين القرنين الرابع عشر والخامس عشر للميلاد ، نظرا لأن بنت الخص قد تم محاصرة حصنها الشهير الموجود بمنطقة بريزينة ، بالتحديد في منطقة (القور) ، من قبل السلطان لكحل (أبو الحسن المريني 1331-1351م) وهو حاكم منطقة أربوات ، والقصة معروفة (بمقتل السلطان لكحل على أيدي أحد أبناء الولي الصالح سيدي معمر بلعالية ، جد البوبكرية ).
في ظل حدة الصراع والتزاحم بين القبائل على الأرض ومنابع المياه ، تمتد حدود إمارة بنت الخص من منطقة أربوات شمالا إلى مدينة المنيعة جنوبا ، وشرقا غلى منطقة العمور وغربا إلى حدود الواد الغربي مع حدود إقليم توات.، حيث يمكن الجزم أن إمارة بنت الخص لم تكن ذات نمط عمراني ، بل اجتماعي بدوي ، بحت. حيث نصادف وجود آثار ، هي في حقيقة الأمر عبارة عن حصون لها استراتيجية دفاعية وهي
-حصن  بنت الخص في منطقة عين العمارة ، وهو مجمع سكني يحيط به خندق للدفاع وبه واحة من النخيل ومنبع ماء ومقبرة قديمة.
- بقايا لآثار حصن بمنطقة القور ، وهو حصن منيع ، لا يمكن الوصول إليه إلا من ممر واحد
- قصر شامخ فوق أعلى تلة بمدينة المنيعة.
- بعض الآثار بمنطقة جبل بونقطة.
- آثار ساقية تنتسب لبنت الخص ، كانت توجد بها أراضي فلاحية يشتغل فيها عمالها.
*ب موقع الحصن :
يبعد حوالي 5 كلم غرب بريزينة ، بُنِيَ في القرن 12 ميلادي تعود تسميته  إلى صاحبة القصر مباركة بنت الخص و هي أمير هلالية من بني عامر الذين أتوا من شبه الجزيرة العربية ، يعود نسبهم إلى عامر بن هلال بن صعصعة بن بكر بن هوزان.
شيدته في مكان إستراتيجي مهم يجمع بين البداوة و حياة الاستقرار و كان هذا الحصن بالقرب من عين  العمارة أين يتوفر الماء الذي هو شرط أساسي للاستقرار و جعلته يطل على وادي سقر . و قد ولاها قومها أمرهم لما رأوا منها من قدرات قيادية فذة كما تميزت بالحكمة والخبرة بالحياة و الذكاء الفائق ،، يوجد بالقصر مخازن للسلاح و المؤن و دار مقر للإدارة ، مداخل تؤدي إلى البساتين ، عـدة مقصورات ، قلعة.

العنوان:
منطقة عين العمارة بلدية بريزينة ولاية البيض

مواقع قريبة من: "حصن بنت الخص"

(7.99 km)

قور بنت الخص

32- البيض

(8.57 km)

برج سيدي حمزة

32- البيض

(18.64 km)

مغارة بريزينة

32- البيض

(36.41 km)

قصر الغاسول

32- البيض

(56.29 km)

قصر اربوات

32- البيض