مغارة بريزينة

مغارة بريزينة.. حين يلتقي الجلال والجمال.
على ارتفاع 956 متر فوق سطح البحر وعلى مسافة 16 كلم شمال شرق مدينة بريزينة بالمكان المعروف باسم "الڨور" تتواجد إحدى أكبر وأجمل المغارات في الأطلس الصحراوي.
نظرا لأهمية الموقع الجغرافي الذي تتميز به واحة بريزينة على السّفح الجنوبي للأطلس الصحراوي، فقد أجرى الباحث الفرنسي Delmas Fernand سنة 1910م بحثا أثريا حول مجموعة من المغارات بمنطقة الأروية ببريزينة، شملت الدراسة إجراء حفريات واستخراج عينات من قطع فخار وأدوات حجرية ترجع لعصور ما قبل التّاريخ.
في سنة 2003م اكتشف مجموعة من الشباب الذين كانوا ينشطون في إطار جمعية الإعلام المحلية ببريزينة هذه المغارة العملاقة التي ظلت متوارية عن الأنظار لعدة قرون، وذلك بعد أن تمكّن مجموعة من الشّباب من فتح المنفذ الداخلي الذي كانت تغمره الأتربة! ليتفاجئ أعضاء الجمعية بوجود هذه التّحفة الإلهية التي أبدعتها أنامل الطبيعة.
تقع المغارة 40 مترا تحت سطع الأرض، وتمتدّ بشكل عمودي مائل مسافة 300 متر وهو الحدّ الذي استطعنا الوصول إليه، لكن حسب ما أفادنا به أحد شباب المنطقة فإن طولها يقدر بحوالي 800 متر. رغم حرارة الطقس خارج المغارة والتي تجاوزة 37 درجة إلا أنها لم تتعدى 14 درجة داخل المغارة، فهي تضمّ العديد من الغرف الطبيعية التي تحتوي مجموعة هامة من الصّواعد والنّوازل الكلسية، كما تتواجد داخل المغارة العديد من بقايا عظام الحيوانات المجترة والمفترسة، أهمّها الضباع التي اتخذتها مأوى لها، كما لاحظنا وجود مجموعة من المدقّات البدائية داخل المغارة الأمر الذي يؤكّد على أن إنسان العصر الحجري قد اتخذها سكنا له في فترة من فترات ما قبل التّاريخ.
الأمر المؤسف والذي وقفنا عليه هو تعرض المغارة للتّخريب من طرف بعض السّياح الذين يزورونها، من خلال الكتابة على جدرانها وتكسير بعض الصواعد والنوازل، بل هناك من وصل به العبث حدّ إشعال النّار داخل المغارة، الأمر الذي يهدد كليا الصّواعد الكلسية بالانكسار، جراء انتشار غاز ثاني أكسيد الكربون.
المغارة كنز جيولوجي هام جدا، بحاجة إلى التفاتة مستعجلة من طرف السّلطات المحليّة، حيث يطالب أعضاء جمعية الديوان المحلي للسياحة لبلدية بريزينة بضرورة تشييد سياج حديدي عند مدخل المغارة، وتوفير حرّاس دائمين بها لمرافقة السياح الذين يقصدونا خاصة أيام العطل ونهاية الأسبوع.

مواقع قريبة من: "مغارة بريزينة "