الموقع الأثري ذراع زق الطير بلدية يسر

موقع أثري يعرف يتسمية ذراع زق الطير في التسمية القديمة و حاليا يعرف بتسمية بغلة.

 يقع شرق جنوب مقر بلدية يسر بقرية الطرفة التابعة لبلدية يسر و بدائرة يسر التي تبعد عن مقر ولاية بومرداس  حوالي 25كم .

الوصف الأثري :

على اثر المعاينة والتحريات الأثرية التي قام بها فريق مصلحة التراث الثقافي لمديرية الثقافة لولاية بومرداس بتاريخ 01 /02 / 2012  بالموقع الأثري ذراع زق الطيـر، عثر على بقايا          و معالم أثرية تمتد على مساحة تقدر بحوالي 20 هكتار (حسب ستيفان قزال في كتابه Atlas archéologique de l’Algérie ,1902 -1911  ) تمثلت في معالم جنائزية، قبور صخرية  تتوزع على مقبرتين قديمتين حسب الباحث  فيري ( ق 19 م )، تنوعت أشكالها  إلا أن أغلبها تتخذ شكلا مستطيلا، نجدها فردية أو جماعية، تفتح و تغلق بواسطة بلاطات حجرية تمرر عن طريق حزوز غائرة وعميقة محفورة بأعلى حواف جدران هذه القبور، و هذا النوع من القبور يعود إلى الفترة الليبية المتأخرة والرومانية، نتجت عن تطور للقبور المحفورة في الصخر التي اشتهـرت في شمال إفريقيا والتي عرفت باسم " الحـوانيت ".

كما عثر على نوع من القبور مبنية بشكل مربعي، ترتفع عـن مستوى سطح الأرض بحوالي 0.50م ، يغطيها سقفا هرميا، شكل من حجارة مصقولة وغير مصقولة مختلفة الأشكال              و المقاييس، يرجع هذا النوع إلى الفترة الرومانية استنادا إلى مادة الربط المستخدمة  والمتمثلة في الجير الممزوج بحبيبات الرمل و مسحوق الآجر المعروف  بالإسمنت الروماني .

وفي أعلى نقطة من الموقع الأثري عثر على بقايا سور يعود إلى الفترة الرومانية، ربما يمثل هذا الأخير بقايا حصن عسكري " OPIDUM " خصوصا وأن الموقع يتمتع بإطلالة ونقطة مراقبة جد هامة على المنطقة. كما عثر على  كم  شقف فخارية من فترات مختلفة، و ملاجئ محفورة في الصخور، معاصر الزيتون، نوافذ مراقبة ( مزاغل) و بقايا آثار لوحدات سكنية .......إلخ .

والمتأمل في بقايا الموقع الأثرية يلاحظ استمرارية للتقاليد المحلية الأولى (الليبية) في القبور المنحوتة على الصخور والتي عرفت بشمال إفريقيا وخاصة بالشرق الجزائري بالحوانيت. وحتى في قبور الفترة الرومانية و التحصينات العسكرية والوحدات السكنية التي شيدت على الطريقة المحلية الإفريقية التي أعتمدها الرومان في بناء منشآتهم المدنية، العسكرية والدينية       و المعروفة بـ "OPUS AFRICANUMوالتي اقتبسوها حين وطأت أقدامهم شمال إفريقيا، إلا أنه استخدم مادة الإسمنت الروماني عوض الملاط  في ربط مواد البناء و هذا حتى في القبور الهرمية، والتي تعتبر تطورا للقبور المدرجة التي اشتهرت بشمال إفريقيا ومدافن لشخصيات ذات نفوذ ديني أو سياسي خلال العهد الروماني.

فهذا  الكم الهائل  من البقايا الأثرية بالموقع يدل على أنه كان آهلا بالسكان و ينعم بكافة متطلبات الحياة الآمنة والمستقرة فلدينا  مياه مجرى وادي جمعة و وادي الشراقة، أراضي زراعية خصبة على امتداد سهل وادي يسر، تحصينات  دفاعية طبيعية عبر مرتفعاته الصعبة المسالك و أخرى اصطناعية متمثلة في حصن منيع يعود  بلا شك إلى العهد الروماني علما أن الموقع حسب بعض المؤرخين وعلماء الآثار كان يتربع على إحدى الحصون الشهيرة بمنطقة وادي يسر أختلف في  تسميته إلا أن المتفق عليه أنه أدى أدوارا جد مهمة للدفاع عن السيادة والنفوذ الروماني.

 

العنوان:
قرية الطرفة بلدية يسر
الهاتف:
024949242
البريد الإلكتروني:
Patrimoineboumerdes35@gmail.com