قصبة دلس العتيقة


      تقع مدينة دلس العتيقة على بعد 54 كلم شرق مدينة بومرداس مقر الولاية ، 106كلم شرق مدينة الجزائر العاصمة ، 47 كلم شمال غرب مدينة تيزي وزو.
     يحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط ، جنوبا جبل الأصواف و جبل بوعربي و هما إمتداد لسلسلة جبال جرجرة القبائلية، غربا حي البساتين و وادي سباو ، أما من الناحية الشرقية فيحد المدينة وادي تيزة  الذي يفصلها عن المدينة الجديدة.
     تتخذ المدينة العتيقة شكل المدرج في المسرح الروماني و ذلك بارتفاع تدريجي باتجاه الجنـوب الذي يتراوح بين 70 و 80م عـن مستوى سطح البحـر و بانخفاض تدريجي باتجـاه الشمال و امتداد في عرض البحر بحوالي 1800م. تنقسـم المدينـة العتيقة إلـى قسميـن: المحيـط العمـراني و يضــم القصبــة و الحـي الأوروبـي و هــو علــى هضبـة يتـراوح ارتفـاعهـا بين 70
و 80م عـن مستـوى سطـح البحر، البسـاتيــن و هي تقع غرب المدينة و تضـم مباني عصريـة و حدائق غناء.
- لمحــة تـاريخيــة:
      اختطت قصبة دلس العتيقة على أنقاض المدينة الرومانية روسوكوروس من طرف الجالية الأندلسية التي استقرت بالمنطقة خلال القرون الثلاثة الأولى من الفتح الإسلامي ، ثم اتسع عمرانها في عهد حاكم ألمرية  "معز الدولة بن صمادح "عندما نزل بالمدينة سنة 1103م  بأمر من السلطان الحمادي المنصور بن ناصر بن علناس الذي أقطعه إياها. إستمرت المدينة لؤلؤة تتداولها الدويلات الإسلامية البربرية : الموحدين ، الحفصيين ، الزيانيين ، المرينيين لتلحق خلال القرن السادس عشر ميلادي بمقاطعة دار السلطان (مدينة الجزائر) و سلطة الباب العالي (الدولة العثمانية). في سنة 1844م احتلت المدينة من طرف الإستعمار الفرنسي الذي قام بتشييد الحي الأوروبي في الناحية الشرقية من القصبة.


- التخطيـط العمراني لقصبة دلس العتيقة
     تعـرف المدينـة العـربيـة القديمــة بقصبــة دلــس العتيقـة و هــي تتـوسـط المدينـة الأوربيــة و البساتين (اللاجنة)، شيدت المدينة خلال القرون الثلاثة الأولى من الفتح الإسلامي ثم إتسع عمرانها في عهد الأمير معز الدولة بن صمادح و العهد العثماني و الإستعماري ، إتخذ تخطيطها المعماري نمط المدينة العربية الإسلامية و ذلك بتشييد مسجدها الجامع أولا و هو عادة ما يتوسط المدينة ثم تتوزع الحارات و الأحياء و الدروب تتخللها الشوارع بأصنافها الثلاث  الرئيسية ، الثانوية ، الخاصة و التي تمثل حلقة وصل بين المجمعات السكنية ، الجامع و ملحقات المدينة كالقيسرية، الماريستان ، الخانات و المقبرة.....الخ.
النمط المعماري التقليدي بقصبة دلس مستوحى من المسكن العربي التقليدي حيث يتكون من صحن مكشوف تحيط به أروقة أو أواوين الطابق الأرضي و العلوي ، تفتح الغرف و البيوت و ملحقات المسكن على الأروقة و الأواوين التي تفصلها عن الصحن ، كما تفتح هذه المساكن بواسطة مدخل رئيسي تليه سقيفتين تعطيان ممرا منكسرا الذي يصل المدخل الرئيسي للمسكن بوسط الدار المكشوف ( الصحن ). تتميز مساكن القصبة بالبساطة في مظهريها الداخلي و الخارجي و وحدات بنائها التي تعتمد على الحجارة ، الملاط ، الآجر و الخشب الذي استخدم في التسقيف و إحداث طوابق المبنى. يتميز المسكن التقليدي للقصبة بثلاث خصائص معمارية أحدها ذو تأثير أندلسي و هو الرياض (الحديقة) و دوره المعماري في توزيع حارات القصبة ، ثانيها المشربية العثمانية التي تزيد المبنى جمالا و اتساعا ، ثالثا البساطة في واجهتيها الداخلية و الخارجية و هو إنطباع قبائلي محلي. تحتوي القصبة على منشآت دينية تتمثل في الجامع الكبير ، الأضرحة و التكـايا (ضريح سيدي الحرفي ، سيدي المهدي ، سيدي يحيى ، سيدي البخـاري ، سيـدي منصور ، سيدي زايد ، سيدي ابراهم)  ، الكتاتيـب و المدارس القرآنية ( المدرسة القرآنية سيدي عمار ، جامع بن صابر ) ، منشآت مدنية و هي تتمثل في السوق ، الأفران العمومية ، العيون العمومية ....الخ  و منشآت عسكرية تتمثل في السور و الأبراج.  

الهاتف:
024949253